السلام عليكم ورحمة الله
إخواني الأعضاء وزوار المنتدى
يلج في خلجات النفس كثير من الألم والحسرة على واقع إعلامنا المحلي بمختلف فئاته المكتوبة والمرئية والمسموعة ، ففي الحقيقة أصبحت صورة إعلامنا صورة لغيرنا وعنواناً لنا مع وقف التنفيذ ، فالصحيفة إماراتية ولكن متنها غير إماراتي ، والقناة الفضائية إماراتية ولكن صورتها غير إماراتية ، والإذاعة إماراتية ولكن صوتها وصداها غير إماراتي .
عندما نسافر لأي دولة في العالم نجد أن 90% من مساحة وسائلهم الإعلامية مخصصة لأخبار وصورة وصوت تلك الدولة وقضاياها ويتبقى 10% للأخبار والتقارير الخارجية ، بينما نجد العكس لدينا ، حيث أصبح إعلام الإمارات لباساً لغير أهل الإمارات يرفع من شأنهم ويهتم بهم وقضاياهم ومشاكلهم على حساب أبناء الوطن .
( الصحافة لغير الإماراتيين)
----------------
الصحف المحلية
الصفحات الأولى في الصحف المحلية خصص أغلبها لأخبار الدولة الفلانية والحزب الفلاني والقضايا العربية التي أصبانا الملل من متابعتها على مدى عشرات السنين ، ولا يمر علينا يوماً دون أن نقرأ عن تلك القضايا بعناوين عريضة ومثيرة تنم عن دعم لا محدود لإثارة تلك القضايا وتبنيها غصباً عنا ، ولا تكتفي الصحف بما يكتب في الصفحة الأولى بل تقحم عشرات الصفحات في داخلها لأخبار وتحاليل ومقالات المهتمين بتلك القضايا على حساب قضايا الإمارات الخارجية والداخلية ، والعجيب أن بعض الصحف تتجاهل التقارير الخاصة بمشكلة الجزر الإماراتية والتركيبة السكانية ومافيا العمالة الأجنبية ودور الإمارات السياسي على المستوى الخليجي والعربي والإسلامي والعالمي مقابل تمجيد بعض أعمال وأخبار بعض الحركات والأحزاب المتطرفة والدول المتخلفة والتي تحمل في مبادئها كل الحقد والبغض لدول الخليج وقادتها وأبنائها .
لن نذهب بعيداً في مقارنتها على سبيل المثال بين ملحق رياضي لصحيفة محلية وملحق رياضي لصحيفة عربية ، فملحقنا الرياضي يبرز في صدر صفحته الأولى وعناوينه الرئيسية أخباراً لعدد من الدول العربية " طبقاً للفئات والجنسيات العربية القائمة على إعداد وتحرير الملحق " وتخصص كذلك صفحات داخلية لهذا الغرض ويتوسع المحلق في عدد صفحاته ليصل لأكثر من 16 صفحة من أجل الأخبار العربية ، بينما نجد الملحق العربي عكس ذلك تماماً فنادراً ما يدرج أخباراً عن رياضة الإمارات ، وإن أدرجها فإنها تكون في عمود ميت وببعض كلمات معدودة وبدون صورة ، ( والمثال ينطبق على باقي الملاحق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية ) .
المقالات المحلية في الصحف محدودة وعدد الكتاب المحليين في جميع صحفنا المحلية لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة ، وبعض كتابنا المحليين الآخرين متخصص في القضايا العربية على حساب قضايانا المحلية .
الجريمة أو المشكلة التي يرتكبها الإمارات يرفع من قدرها ومساحتها التحريرية من أجل التشهير بأبناء الإمارات ويصاغ الخبر ضد المتهم الإماراتي وكأنه وحش ، والمشكلة التي يرتكبها العربي أو الأجنبي تختصر بقدر المستطاع وتخفى جنسية المجرم ويصاغ الخبر لصالح ذلك المجرم وكأنه ضحية .
وتبقى الأمنية أن نتصفح يوماً صحيفة إماراتية أخبارها إماراتية ومحرريها من أبناء الإمارات ، وطبعت لأهل الإمارات .
( الكرسي لغير الإماراتيين)
----------------
القنوات الفضائية والمحطات الإذاعية
ما ينطبق على الصحف المحلية من منهج وأسلوب عمل إعلامي ضعيف محلياً قوي خارجياً ، ينطبق كذلك على القنوات الفضائية والمحطات الإذاعية المحلية ، فإدارات تلك القنوات والمحطات تخصص 22 ساعة من فترة البث للمسلسلات والأخبار والبرامج الخارجية وتبقي ساعتين من فترة بثها لنشرة الأخبار المحلية ومسلسل محلي إن وجد في بعض الأحيان ، حتى أن إحدى القنوات الفضائية في فترة سابقة تبنت توقيت دولة خليجية بالإضافة إلى توقيت جرينتش في تحديد موعد برامجها ، كما قامت أخرى بإنتاج برنامج مسابقات يقدم جوائزه بعملة خليجية بدلاً من الدرهم الإماراتي ، والهم ينطبق على نشرات الأخبار العالمية التي تغطي قضايا وأخبار كل دول العالم إلا أخبار دولة الإمارات.
أخيراً
للأسف أن إعلامنا المحلي ضاع بإهمالنا ، ضاع بسبب ظهور دخلاء عليه من غير أهل الإمارات ترك لهم الخيط والمخيط ليحيكوا لباساً له لا يتناسب مع لباسنا وردائنا الإماراتي الأصيل والبدلة احتلت مكان الكندورة في كل شبر من مساحة فضائنا الإعلامي .. وبموازاة مشكلة التركيبة السكانية ظهرت لدينا مشكلة التركيبة الإعلامية .. ويا قلب لا تحزن .
اليوم وغداً وبعد غد .. تصفحوا وشاهدوا واسمعوا أطيافنا الإعلامية ، واحكموا بأنفسكم .. ماذا بقى لنا من إعلام الإمارات ؟
بقلم : الشاهين
16/12/2008